قبل أن ينفضّ سامر الدّم.. وتعود الأمزجة إلى ركودها، و الجماهير الهاتفة الغاضبة إلى طبيعتها المسالمة.. وصناديق التبرعات فارغة إلى مستودعاتها، أتمنى أن نكفرَ بنعمة النسيان هذه المرّة..هذه المرّة فقط..فالحرب التي شنّت على غزّة..لم تكن مباراة كرة قدم..حتى ننساها و ندير ظهورنا ''لملعب الموت'' بهذه السهولة وهذه البساطة وهذه البلادة..كما ان حرب غزّة ليست فيلم رعب بث على ''الأفلام'' تابعناه بشغف التسلية، خفنا منه، نعسنا، ونمنا.
ما حدث يجب الاّ ينسى،ويجب الاّ يلغى.. يجب أن تبقى الأحداث تحفر في الذاكرة كل صباح مثل مقاول مثابر..كي لا تطاردنا اللعنة، لعنة الأطفال والثكالى والشهداء والمشوّهين..
الآن، يتحدّث العالم عن صندوق لدعم ''غزّة''!!.. ما حدث لا ترمّمه مليارات الدنيا..''اليتم'' ليس واجهة محل يعاد إعمارها، ولا ''قارمة'' يتم طلاؤها ونقش الاسم عليها، الأطفال الذين ماتوا ليسوا زجاج نوافذ يتم استبداله..أو حفرة في رصيف..يتم ردمها، عين لؤي ليست مصباحاً عمومياً يتم تبديله بواسطة فني مصلحة الكهرباء..وساق جميلة، ليست عامود هاتف يتم نصبه من جديد مع أول عطاء، وتلك القلوب المحترقة على مهل والتي شطرها الحزن الى شطرين: لن توحدّها ''حكومة وحده وطنية''..
يجب أن نحتفظ ''ببرواز الدمّ''، تحت اظافرنا، في مضايفنا، في غرف نومنا،في مطاعمنا، علينا ان نخلد صور شهدائنا وأطفالنا في كل أقطار الدنيا ليروا فجاجة الجاني..ولتحتك أعينهم بقساوة الموت..ما حدث ''بروفة''ورق.. من قبل أكبر شركة إنتاج للحرب''إسرائيل''..
يجب الاّ ننسى كي لا نُنسى.. ولن ننساك يا غزه فهدا عهد