صفة الرحمن فى سورة الاخلاص
عن عائشة – رضي الله عنها - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم – بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب: { قل هو الله أحد } فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: ( سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه أن الله يحبه ) رواه البخاري ومسلم
مفردات:
السرية: الطائفة من الـجيش يبلُغ أَقصاها أَربعمائةٍ وجمعُها سَّرايا.
المعنى الإجمالي:
خرج الصحابة في سرية من السرايا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم رجلاً من أفضلهم، فكان هذا الأمير يصلي بهم، ويختم تلاوته بقراءة سورة الإخلاص، فتعجب الصحابة لفعله، فلما قدموا المدينة سألوا النبي – صلى الله عليه وسلم - عن فعل الرجل، فأمرهم النبي أن يسألوه عن سبب قراءته سورة الإخلاص كل مرة يصلي بهم، فأخبرهم أنه يحب هذه السورة؛ لكونها تتضمن صفة الرحمن ولم تتضمن غير ذلك، فلما بلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – أمرهم أن يبشروه بحب الله له.
الفوائد العقدية
1- جواز أن يقال " صفات الله ".
2- إثبات وحدانية الله لقوله تعالى: { قل هو الله أحد }.
3- إثبات اسم "الأحد" من أسماء الله، ومعناه المتفرد في ذاته وأفعاله وأسمائه وصفاته.
4- إثبات اسم "الصمد" من أسماء الله، ومعناه: الذي انتهى سؤدده بحيث يصمد إليه الخلق في حوائجهم كلها.
5- تنزيه الله عن الولد.
6- تنزيه الله عن الشريك، وعن الكفؤ، فالله لا مثيل له، ولا نظير، ولا شبيه في ذاته ولا في أفعاله، ولا في أسمائه وصفاته .
7- إثبات أولية الله سبحانه، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء، وأنه لا سبب لوجوده بل هو موجد كل شيء .
8- إثبات صفة المحبة لله، وأن الله يحب المؤمنين المتقين الصالحين.
فضل الصحابة رضوان الله عليهم
عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته ) متفق عليه .
المفردات
القرن: الجيل من الناس.
يمينه: قَسَمَه.
المعنى الإجمالي
الصحابي هو من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمن به ولم يرتدَّ على عقبه، فهؤلاء هم سادة الناس وأفضل الخلق بعد الأنبياء - عليهم السلام -، فهم الذين نصروا الله ورسوله، وهم الذين نشروا الدين، ونقلوا إلينا الكتاب والسنة، فتعظيمهم واجب، وحبهم أوجب، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث يخبرنا بخيرتهم على سائر الأمة لنقوم بواجبنا تجاههم، ولنعرف لهم فضلهم، ثم يذكر - عليه الصلاة والسلام - التابعين وهم من رأى الصحابة وسار على نهجهم، فهؤلاء في المرتبة الثانية في الفضل بعد الصحابة، ويعقبهم في مرتبة الخيرية تابعوا التابعين، وهم من التقى التابعين ولم يلتق الصحابة، وسار على نهجهم، فهم في الفضل بعد التابعين .
والتفضيل والخيرية هنا من حيث الجملة، أي: أن جملة التابعين خير ممن جاء بعدهم، أما الأفراد فقد يوجد في أفراد الأمة من هو خير من بعض أفراد التابعين أو تابعيهم، والتفضيل في الحديث بالاتباع والاقتداء في الخير والصلاح، وليس بمجرد الوجود والولادة في زمن ما فذاك أمر لا كسب للمرء فيه .
الفوائد العقدية
1- فضل الصحابة وخيرتهم على من جاء بعدهم .
2- الصحابة خير الناس بعد الأنبياء - عليهم السلام -.
3- حرمة سبِ الصحابة والقدحِ فيهم .
4- فضل التابعين ممن سار على نهج الصحابة - رضوان الله عليهم -.
5- فضل تابعي التابعين ممن التقى بالتابعين وسار على نهجهم في الاقتداء بالصحابة .
6- أفضلية الأجيال الثلاثة من حيث الجملة على من جاء بعدهم .
7- سوء الجيل يكون بسوء ما يتخلق به من الأخلاق السيئة