سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إياك والوقوع في أعراض الناس
.. تحــذيـر
..
مِـنْ قِـبَـلِ
..
صاحب الحوض المورود والمقام المحمود
صاحب الخلق العظيم
صلى الله عليه وسلم
حيث قال عليه الصلاة والسلام :
من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال . رواه أبو داود وغيره ، وصححه الألباني .
فليحذر الذين يخوضون في أعراض عباد الله
وكل حجتهم : سمعت الناس يقولون شيئا فقلت
وليعلموا أن المُرتقى صعب
وأن العقبة كئود
وأن السؤال واقع
وأن الجواب عسير
فالحذر كل الحذر
إياك
والوقوع في أعراض الناس، فإن في ذلك الهلاك، وذهاب الحسنات، وزيادة
التبعات، ونقص الإيمان والمروءة والاعتبار، والنزول من أعالى الأخلاق إلى
أسافلها.
ومن ألقى نظرة صحيحة على المُبْتَلى بالوقوع بأعراض الناس أخذه العَجَب
الكثير، فإن الإنسان لا يعاني أمرًا من الأمور إلا لما يرى له من المنفعة
الدينية والدنيوية، أو المروءة الإنسانية، أو اللذة الحقيقية، وهذا فاقد
لهذه الأمور كلها، فالمضرة الدينية متحتِّمة لا محالة، وفيها تلك المضار
المنبه عليها، وأما المصلحة الدنيوية،
فأي مصلحة يصيبها من ذم من يبغضه والوقوع فيه؟ بل هذا يعبِّر عن نقصه، وضعف عقله، وحمقه وقلة إدراكه،
وإحساسه بالنقص. فإن العقل إنما يدعو إلى الاشتغال بما يحصل به نفع ديني أو الدنيوي،
وهذا ضرر فيهما؛ وهو حمق إذ هو يذهب الى أعز شيء عنده وأغلى مُدَّخر وهي الحسنات، فيهديها إلى أبغض الناس إليه، وحمقٌ من جهة أخرى،
فأنه يُخَيَّل إليه انه يأخذ بثأره من عدوه وينتصر ممن يبغضه بكلامه فيه وقدحه فيه،
وهو في الحقيقة انتصار العاجزين وسلاح الجبناء، فإنه أكبر معبِّر عن نقص القادح وعجزه وعجبه بنفسه، فمن عنده مسكة عقل وشيء من حزم،
يربأ
بنفسه من هذا المرتع الوخيم والمورد الذميم، مهما يجلب عليه من تبعات
اللسان وعثراته ورجوع ضرره عليه ، فإنه مُعِينٌ لصاحبه عليه، فكم من باغٍ
على غيره بالكلام أو غيره، صرعه بغيه وعاجلته جرأته؟! وكم
من حافرٍ لغيره حفرة هلاك وقع فيها ؟! فيا عجبنا للمبتلى بهذا الأمر وهو
يرى بعض هذه المضار، ويعلم هو وغيره أنه أكبر خزي عليه في الدنيا والآخرة
وعار!! {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}[الأنعام: 108]
فيا
من عوفي من هذا البلاء الفتَّاك!! احمد ربك على العافية وعلى هذه النعمة
العظمى، ولتهنك بالعافية والسلامة والراحة والغبطة والخير العاجل والآجل.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
.