سؤال:
ما هي حدود الزينة التي تبديها المرأة لمن ذكرتهم الآية [31] من سورة النور، وهل يتساوى في رؤية هذه الزينة الزوج مع ابن الزوج مع أولاد الخال؟؟ وما حكم العم والخال أمام زينة المرأة؟؟
الجواب:
أولا: زينة المرأة:
زينة المرأة هي ما به تظهر ملامح جمالها.
وحيث أن ملامح جمال النساء، بالنسبة للرجال، مسألة نسبية، وهذا ما شهد به واقع العلاقات الزوجية على مر العصور، جاء القرآن يضع الضوابط التي تحكم تصرفات الرجال، والنساء، بغض النظر عن الناحية الجمالية، وبيان ذلك نعرضه فيما يلي:
ــ أمر الله الرجال والنساء بغض البصر، بوجه عام.
ــ نهى الله النساء أن يضربن بأرجلهن حتى لا يتأثر الرجال بحركة أجسادهن، وبظهور مواضع الإثارة من زينتهن الخفية.
ــ عندما رخص الله تعالى للقواعد من النساء أن يضعن ثيابهن [لتخفيف عبء الثياب عليهن] اشترط ألا يكون وراء ذلك إظهار لزينتهن الخفية، بل وفضل الله للمرأة أن تستعفف، فلا تضع أصلا ثيابها. وقد جاء هذا الأمر لمطلق النساء، وليس فقط لمن احتفظن بقدر من الجمال في هذا العمر، فقال تعالى في نفس سورة النور:
وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [60]
فمع أن هذه المرأة قد أقعدتها الشيخوخة، ولم تعد عندها رغبة في النكاح، ولم يعد جسدها [من حيث النظرة الجمالية والعقلية] يثير أحدا من الرجال، إلا أننا نجد القرآن يشير إلى احتمال أن تجد هذه المرأة من يشتهيها [إن هي وضعت ثيابها الخارجية] وهي على حالها هذا، فأوصاها بألا تضع ثيابها.
سبحان الله.... ألا يعلم من خلق؟؟!!
ونلاحظ أنه عندما بيّن الله تعالى للناس مسألة "حب الشهوات" تحدث عنها باعتبارها شيئا مزيّنا، وبدأ بزينة بالنساء، فقال تعالى:
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [14] آل عمران
فأول ما بدأت الآية بدأت بالحديث عن تزيين حب الشهوات من النساء، مطلق النساء، وليس الجميلات فقط، والله تعالى إذا أراد تفصيل حكم أو تخصيصه بيّن ذلك، كما قال تعالى مخاطبا رسوله محمدا، عليه السلام، مبينا أن مسألة الحسن والجمال مسألة نسبية:
لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً [52] الأحزاب
وعن الإعجاب بوجه عام، قال تعالى:
وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [221] البقرة
بل ولقد عبر القرآن عن نشأة المرأة، ووصفها بـ [الزينة]، وبيّن أن هذه الزينة جزء من طبيعتها، وكأنّها تولد بين أحضانها، وتتربّى في حجرها. فقال تعالى:
أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ [18] الزخرف
فمما سبق يتضح لنا أن المقصود بزينة المرأة، التي تظهر ملامح جمالها، هو جسدها كله، وأن نظرة الرجل إلى جمال هذه الزينة نظرة نسبية، لذلك جاء الخطاب القرآني عاما لمطلق الرجال والنساء.
ثانيا: أحكام آية سورة النور:
وقد أكدت الآية [31] من سورة النور معنى الزينة الذي ذهبنا إليه على النحو التالي، فلنتدبر:
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا...
فقوله تعالى [وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا] يبين أن جسد المرأة ينقسم إلى:
1ـ الزينة الظاهرة، وهي ما أوجبت الفطرة السليمة إظهاره لتؤدي المرأة دورها في الحياة بصورة طبيعية، وبدون حرج. فقوله تعالى [وَلا يُبْدِينَ] يُبين أن هذا الإبداء جاء لشيء موجود أصلا في المرأة، ومن طبيعتها وخصائصها، وبإمكانها أن تُبديه أو أن تخفيه، وقد جاء القرآن يأمرها أن تخفيه [إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا] وهو .
فقوله تعالى [مَا ظَهَرَ مِنْهَا] يوحي بأن هذا النوع من الزينة شيء يظهر بطبيعته من غير إرادة المرأة، لذلك لم يقل إلا [ما أظهرن منها]، فتدبر.
ولن نجد خلافا بين العقلاء، وهو مما يشهد له واقع العلاقات الاجتماعية على مر العصور، أن الزينة الظاهرة هي: الوجه [وفيه الفم، والأنف، والعينان] والكفان، والقدمان. وكلها من الأعضاء التي تدعو الحاجة فعلا إلى إظهارها، لحكمة أداء وظيفتها، وإلا عاش الإنسان في حرج.
أما بالنسبة للأذن والشعر، فيبدو أن المرأة [بصفة عامة] كانت تجد حرجا في إظهارهما لغير محارمها، فقد كانت تضع الخمار على رأسها لتستر شعرها وأذنيها أمام عامة الناس. ويشهد بذلك لباس المرأة على مر العصور، بصرف النظر عن ملتها وجنسيتها.
أما المرأة المسلمة فقد كان لباسها [على مر الرسالات الإلهية] مكونا من شيئين:
الجلباب: وهو ما يستر ما بين الكتف والقدم. قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [59] الأحزاب
فقوله تعالى [يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ] يدل على أن النساء وقت نزول القرآن كن يعلمن ما هو الجلباب، وقد جاء القرآن يصحح لهن شيئا لم يكن يلتزمن به، وهو الإدناء [يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ].
والخمار: وهو ما يستر الرأس والعنق.
والقرآن الحكيم، في هذا السياق، لم يأت بتشريع جديد لهذا اللباس، وإنما جاء يتواصل مع ما كانت تعرفه المرأة من لباس على مر العصور، مع تصحيح ما أفسده الهوى والانحراف عن صراط الله المستقيم. فبعد أن قال تعالى:
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا..... قال: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ..........
إن قول الله تعالى [وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ] تخصيص للعام الذي سبقه [إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا] حتى لا يفهم من إباحة كشف ما ظهر منها [الوجه] إباحة كشف الشعر والعنق والجيب، فأمرهن بسترها بالخمار.
ويفهم من ذلك أن النساء كن يعلمن ما هو الخمار، وما هي وظيفته، بدليل قوله تعالى [بخمورهن] أي بـ [الخمور] المعروفة لـ [هن]، ولو كان الخمار تشريعا جديدا لستر الجيوب لقال تعالى [وليضربن بالخمور].
لقد كان الخمار أصلا في لباس المرأة، ومعروفا وقت نزول القرآن. بل لقد كان الخمار منتشرا بين معظم نساء العالم إلى وقت قريب، خاصة بين نساء القرى. لقد كانت المرأة تخجل أن يرى شعرها أحد، أو أن تخرج من غرفتها بدون ستر شعرها بما يعرف بـ "المنديل".
لم يكن الخمار تشريعا جديدا خاصا بعصر الرسالة وحده، كما يظن البعض، وإنما جاء ليتواصل من العصور السابقة، فأقر الصحيح منه، وعدل الخطأ. فأمر النساء المسلمات بستر أعناقهن ونحورهن [الجيوب] فقد كانت المرأة تترك فتحة الجلباب العليا ليظهر منها عنقها وجزء من صدرها، فأمر الله بضربه على الجيوب، وأن تلتزم به المرأة المسلمة كشريعة إلهية واجبة الاتباع إلى يوم الدين.
2ـ الزينة الخفية، وهي ما أوجبت الفطرة السليمة إخفاءه، وهو ما يعرف بالعورات التي بإظهارها تثار الشهوات، وهي بالنسبة للمرأة تمثل معظم جسدها. وهذه الزينة هي التي أشارت إليها نفس الآية بعد ذلك، بقوله تعالى [لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ] أي ما يواري الثياب من زينتهن.
ونلاحظ أن الأمر بعدم إبداء الزينة قد تكرر مرتين، بينهما الأمر بضرب الخمار على الجيوب، وذلك على النحو التالي:
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا.....
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ.......
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ.........
فالأمر الأول [وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ] أمر بعدم إبداء الزينة مطلقاً، ثم استثنى منه الزينة الظاهرة.
ثم أكد على وجوب ضرب الخمار على الجيوب [بجملة مستقلة] ليبين حدود الزينة التي يشترك كل الناس في رؤيتها.
ثم جاء الأمر الثاني [وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ] ليبين من يحل للمرأة إبداء زينتها الخفية لهم. لذلك بدأ بالأزواج [إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ]. وغالبا ما يكون إبداء المرأة لهذه الزينة الخفية وهي في بيتها، كأن تضع خمارها، أو أن تُظهر من جسدها ما يعينها على أعمال وشئون بيتها، كالذراع والساق.
ثالثا: هناك مسائل متعلقة بأحكام الآية تحتاج إلى إعمال آليات التفكر والتعقل والتدبر، وذلك للوقوف عليها وفهمها.
فمثلا ما هي حدود إبداء المرأة زينتها لهؤلاء الذين ذكرتهم الآية، هل هم جميعا على حد سواء أمام زينة المرأة؟؟ وما حكم من لم تذكرهم الآية، كالعم والخال، وهم من المحارم؟؟
لاشك أن حدود إبداء الزينة تتوقف على درجة القرابة وطبيعة العلاقة الأسرية والاجتماعية بالمرأة، وهذا في إطار الفهم الواعي لمقاصد الشريعة، التي أباحت إبداء زينة المرأة الخفية لهؤلاء المذكورين لاحتياج المرأة إلى مداخلتهم ومخالطتهم في شئون الحياة، ولقلة وقوع الفتنة من جهاتهم، لما في الطباع والفطرة السليمة من نفرة من هذا بالنسبة لهؤلاء. فلا شك أن ما تُبديه المرأة للزوج يختلف عما تبديه للأب، يختلف عما تُبديه لولد الزوج، وهكذا نجد أن هذه المراتب مسألة تخضع لتقوى المرأة ومدى سلامة قلبها وفطرتها.
كذلك الأمر بالنسبة لأحكام من لم تذكرهم الآية من المحارم، وهم المحرمين تحريما أبديا على المرأة. فالمسألة تحتاج إلى دراسة وتدبر للنصوص، والاجتهاد في استنباط الأحكام يكون في حدود ما يفرضه الفهم الواعي للسياق القرآني.
فمثلا، يختلف العم والخال عن سائر المحارم في أن أبناءهما ليسوا من المحارم، فربما وصف العم بنت أخوه لابنه، وكأنه ينظر إليها [وابنه ليس بمحرم] وكذلك الحال بالنسبة للخال. وهذا من الدلالات البليغة على وجوب الاحتياط في التستر. أما إذا كان العم أو الخال ليس له ولد، فالعلة هنا أصبحت مفقودة، وعندئذ يمكن للمرأة إبداء الزينة أمامهما.
إذن فلباس المرأة المسلمة، كما بينه القرآن الحكيم، هو اللباس الذي يستر شعرها وأذنيها وعنقها، وسائر جسدها حتى قدميها، سواء كان هذا اللباس مكونا من قطعتين [خمار وجلباب] أو من قطعة واحدة، أو من أي عدد من القطع تحقق في النهاية مقاصد الشريعة الإسلامية الخاصة بهذا الباب.
وزينة المرأة التي تبديها لسائر الناس هي ما ظهر منها من وجه وكفين ورجلين. أما زينتها الخفية فتبدي منها لهؤلاء المذكورين في الآية حسب درجة العلاقة الأسرية والاجتماعية بينها وبينهم.
وأختم هذه المقالة :
في سياق التحذير من الشيطان الرجيم، وما يجب على بني آدم الحذر منه، أمر الله بستر العورات، والالتزام بضوابط اللباس التي تحافظ على كرامة الإنسان وتقواه، فقال تعالى:
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [26] الأعراف
إن قوله تعالى [أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً] يبين أن مسألة ستر العورات، وما يجب أن يحكم اللباس من ضوابط، ليست مسألة عادات وتقاليد، يمكن للإنسان أن يفعلها أو لا يفعلها، وإنما هي من مسائل الشريعة الواجبة الاتباع، والتي جاءت تحكم حركة الوجود البشري وتضبط تصرفاته، حماية للنفس من الانحراف عن صراط ربها المستقيم. ويكفي أن هذا اللباس كان هو موضوع الفتنة التي أخرجت آدم وزوجه من الجنة، فقد قال تعالى بعد الآية السابقة:
يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [27] الأعراف
لقد ربط الله بين اللباس والتقوى، فقال تعالى [وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ] بما يوحي بأن للإنسان لباسين من التقوى، أحدهما ظاهر يراه الناس، والآخر باطن في القلب.
ويفهم من قوله تعالى [لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ] ثم قوله بعدها [وَرِيشاً] أن الله يضرب لنا المثل بالطير لبيان الصورة التي يجب أن يكون عليها اللباس والضوابط التي يجب أن تحكمه.
إذن فهناك لباس لستر للعورات، وهو ما نسميه بالملابس الداخلية [لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ].
وآخر لحماية الجسم من المؤثرات الخارجية، وهو مأخوذ من الريش [وَرِيشاً] الذي يغطي معظم جسد الطير باستثناء وجهه ورجليه، وهو ما نسميه بالقميص.
ثم لباس خارجي [الجلباب] ليستر ما قد يظهره القميص من مفاتن وزينة للمرأة، والذي يفهم من قوله تعالى [فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ] وقوله تعالى [يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ].
والله الموفق والهادي إلى صراطه المستقيم.