هذه الدنيا دار ابتلاء، وكل واحد منا مبتلى بالوضعية التي هو فيها من القوة والضعف ، والغنى، والفقر، والصحة، والمرض….لكن أود اليوم أن أتحدث إليكم عن بعض المشكلات التي يسببها ( الضعف ) لأصحابه، وذلك من أجل تنبيه الوعي إليها والحذر من سلوك سبيلها: 1ـ مدحت ابنة شعيب القوة التي رأتها لدى موسى ـ عليه السلام ـ، حين قالت لأبيها( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )). إن الأمانة تتصل بالديانة ، والخلق، والالتزام ، أما القوة فتعني قوة البدن وتعني سداد التفكير، والقدرة على القيادة والمهارة في أداء الأعمال….. وقد قال صلى الله عليه وسلم(( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. )) وهذا خطاب عام يشمل الرجال والنساء . 2ـ الفقر ضعف ، والهرم ضعف ، والمرض ضعف ، والكسل ضعف ، والجهل ضعف، والفوضى ضعف، والفرقة ضعف ، والعجلة ضعف، وسرعة الغضب ضعف، وقصر النفس في العمل ضعف، …. ولكل شكل من أشكال الضعف المشار إليها مشكلات ، وأزمات خاصة نعاني منها في حياتنا . 3ـ الضعف يسبب لصاحبه الشعور بالذل ، والهوان والحاجة ، وبذلك يؤهل صاحبه لأن يستغل أسوأ استغلاله ومع الاستغلال تبدأ سلسلة أحزان لا تكاد تنتهي . 4ـ نحن لا نعرف التأثير السيئ للضعف إلا إذا أعطيناه بعداً عاماً، تصوروا معي أن مصنعاً يعمل فيه عشرة آلاف عامل أعلن إفلاسه، وأغلق أبوابه، تخيلوا معي المآسي والحكايات السوداء التي سوف تترتب على ذلك من بطالة ، وفقر ، وطلاق ، والعمل في مهن غير لائقة ، وإخراج بعض الأولاد من المدرسة……. والسبب ضعف في إدارة المصنع أو تمويله أو تسويق منتجاته …… 5ـ بعض الصحف والقنوات ليس لديها إمكانات ، ومن ثم فإنها لا تستطيع تعيين مراسلين موثوقين، ولا تستطيع إنتاج برامج جيدة، فتعتمد على غيرها في كل ذلك ، وتجدها متورطة في نشر أخبار غير صحيحة لأنها لا تستطيع التأكد من صحتها ، وهناك جرائد ومجلات كثيرة تأخذ مقالات من الإنترنت وتنشرها منسوبة إلى أصحابها ، دون علمهم ….. إن الضعف هنا يشكل نوعاً من الخيانة للمهنة …. 6ـ أسرة ضعف ترابطها وانسجامها ،و فرقتها الخلافات ، وفقدت الاستقرار….. إن هذه الأسرة تعيش المشكلات ، وتتحول أيضاً إلى مشكل اجتماعي ، أي تصبح عبئاً على الأهل والأصدقاء . 7ـ نحن لا نستطيع بناء أمة قوية من أشخاص ضعفاء، ولا أمة ناجحة من أشخاص فاشلين، ولهذا فالحديث عن قوة الأمة يبدأ فعلاً حين نشرع في تقوية الفرد . كن قوياً وساعد غيرك على أن يكون قويا ، واطلب من الله ـ تعالى ـ القوة والمعونة، فبيده خير الدنيا والآخرة .و هو على كل شئ قدير