[وقفت امام الباب راجيا من الممرضة أن تسمح
لي
بالدخول والنظر إليه.
أردت أن أتأكد بنفسي بأنه لا زال حياً يرزق
أردت أن أراه يتنــــــــفس
حتى استطيع أن أتنفس أنا الأخر
لم يهدأ لي بال بعد وقع المصاب إلا بتكحيل عيني بوجهه
رايتهم من حــــــــــوله
هذا يدعو وهذا يبكي ..
وهذا يتمتم بـ
لا حول ولا وقوه إلا بالله..
شهقت ...وتقدمت بخطواتٍ ثقيلةٍ
إلي حيث قد وضِـــــــــــــــــــــــع
على سريرٍ ابيض كبياض هذه الغرفة
اللتي يعطر جوها رائحة الدماء ممزوجاً برائحة البكاء
الأجهزة قد ملأت المكان ..
كان في غيبوبة.
امتلأت عيناي بالدموع لهول ما رأيت
خفق قلبي من الأسى
حتى أنني كدت اجزم
انه سيخرج من مكانه من شده الخفقان
مسحت بيدي على رأسه
و بللت بالماء أصابعي
لأمسح عن وجهه البقية الباقية
من آثار تلك الدماء اللتي قد ملأت وجهه المنير
وأخذت اقرأ عليه بعضاً من آيات الله
لعل الله أن ينزل بمعجزه
ويستفيق مما هو عليه..
انتفض جسدي ولم اعد قادرا على الوقوف
شعرت انني لا اقوى على حمله
فقررت الجلوس أرضاً
والبكـــــــــــــــاء..
ولم يفارق لساني ذكر الله.
فلا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم..
لم أكن اتصور في يوم
ان يدخل حبيب لي هذا المكان
ولـِـــــــــــم..
!
.اغفِلتُ عن حال هذه الدنيا
وانها لا تدوم لاحد!
وانها بغمضه عين تنقلب من حال الى حال
!
لم تكن سوى ساعــــــــة
تأكدت فيها بل وجزمت بحالنا في هذه الدنيا.
كم نحن ضـــــــــــــعفاء
كم انت ضعيف يا ابن آدم
لن ناخذ منها شيئاً
سوى عملنا الصالح ..
فبعد هذه الساعة تأتي ساعات..
اما ان نفرح فيها بعوده حبيبنا الينا
على أي حال قد كتبه الله له
او ان يتوفاه الله برحمته .
.
فانظروا الي هذه الدنيا..
..
أغمض عينيك
هل أنت على يقين تام بان حالك سيظل على ما هو عليه.
ارجع الى نفسك
وحاسبها ...
ولا تكن لينا هينا معها..
وخذ مما تراه من حولك
أو تسمعه في هذه الدنيا
عبــــــــــــــره.
فالحياة كلها عبر
ولكـــــــــــــــن
هل من مُعْتبِر.