موضوع: قطع الارحام سبب في دخول النار الأحد 6 سبتمبر 2009 - 1:41
قطع الأرحام سبب دخول النار
1 - حرمة قطع الأرحام
إن الإساءة إلى الأرحام، أو التهرب من أداء حقوقهم صفة من صفات الخاسرين الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل بل إن ذلك جريمة وكبيرة من كبائر الذنوب. وإن الإنسان منا ليسؤوه أشد الإساءة ما يراه بعيـنه أو يسمعه بأذنيه من قطيـعة لأقرب الأرحام الذين فُطر الإنسان على حبهم وبرهم وإكرامهم، حتى أصبح من الأمور المعتادة أن نسمع أن أحد الوالدين أضطر إلى اللجوء للمحكمة لينال حقه من النفقة أو يطلب حمايته من ابنه، هذا الذي كان سبب وجوده.
ولا يفعل مثل هذا الجرم إلا الإنسان الذي قسا قلبه وقلت مروءته وانعدم إحساسه بالمسؤولية. قاطع الرحم ملعون في كتاب الله: قال الله تعالى: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ). سورة محمد32-33 . وقال تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً }. وعن عبد اللَّهِ بنِ عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: «الْكبائرُ: الإِشْراكُ بِاللَّه، وعقُوق الْوالِديْنِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، والْيمِينُ الْغَموس» رواه البخاري. « اليمِين الْغَمُوسُ » التي يَحْلِفُهَا كَاذِباً عامِداً ، سُمِّيت غَمُوساً ، لأَنَّهَا تَغْمِسُ الحالِفَ في الإِثم . وفي روايـةٍ: « إِنَّ مِنْ أَكْبرِ الكبائِرِ أَنْ يلْعنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ، » قيل: يا رسـول اللَّهِ كيْفَ يلْعنُ الرجُلُ والِديْهِ ؟، قال: « يسُبُّ أَبا الرَّجُل ، فَيسُبُّ أَبَاهُ ، وَيَسبُّ أُمَّه ، فيسُبُّ أُمَّهُ».
قال على بن الحسين لولده: يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواطن: قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين: قال الله تعالى: ( وما يضل به إلا الفاسقين. الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) البقرة26-27. فقد جعل الله من صفات الفاسقين الخاسرين الضالين قطع ما أمر الله به أن يوصل ومن ذلك صلة الأرحام.
قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا:
ولعذاب الآخرة أشد وأبقى: عن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ]. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه. وقد رأينا مصداق هذا في دنيا الواقع، فقاطع الرحم غالباً ما يكون تعباً قلقاً على الحياة، لا يبارك له في رزقه، منبوذاً بين الناس لا يستقر له وضع ولا يهدأ له بال. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة: قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت: بلى قال: فذلك لك ]. رواه البخاري.
وما أسوأ حال من يقطع الله.. ومن قطعه الله فمن ذا الذي يصله ؟
الرحم نوعان: رحم محرم، ورحم غير محرم. الرحم المحرم: كل شخصين بينهم رابطة لو فُرض احدهم ذكرا والآخر أنثى لم يحل لهما أن يتناكحا كالآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأجداد والجدات وإن علوا، والأولاد وأولادهم وإن نزلوا، والأعمام والعمات والأخوال والخالات، ومن عدا هؤلاء من الأرحام ، فلا تتحقق فيهم المحرمة ، كبنات الأعمام وبنات العمات وبنات الأخوال ، فهؤلاء رحم غير محرم أدلة الفقهاء على حرمة قطع الرحم قوله سبحانه وتعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [سورة النساء، آية 1]. قوله صلى الله عليه وسلم: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت » [أخرجه البخاري قوله سبحانه وتعالى: {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار} [سورة الرعد: آية 25]. بم تحصل الصلة: تحصل صلة الأرحام بأمور عديدة منها: 1- الزيارة والمعاونة وقضاء الحوائج، والسلام، لقوله صلى الله عليه وسلم: « بُلّوا أرحامكم ولو بالسلام » 2- كما تحصل بالكتابة إن كان غائبا، نصّ على ذلك الحنفية والمالكية والشافعية، وهذا في غير الأبوين، أما بحق الأبوين فلا تكفي الكتابة أن هما طلبا حضوره وفي زماننا يمكن أيضا أن يكون في حق غير الأبوين الاتصال بالهاتف لونا من ألوان صلة الأرحام. 3- بذل المال للأقارب، فانه يعتبر صلة لهم، لقوله صلى الله عليه وسلم « الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم، ثنتان : صدقة وصلة » [رواه الترمذي.