koprosy العضو الذهبى
عدد الرسائل : 366 العمر : 65 الموقع : yahoo تاريخ التسجيل : 11/08/2009
| موضوع: مظاهر العيد فى العالم الأحد 13 سبتمبر 2009 - 23:35 | |
| يأتي عيد الفطر وأحوال المسلمين على مستوى العالم تمر بفترةٍ حساسةٍ بالنظر إلى تزايد حدة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسلمون من جانب العديد من الجهات إلى جانب استمرار احتلال الأراضي العربية والإسلامية سواء في أفغاستان أو فلسطين وغيرها من البقاع الإسلامية، ويحاول المسلمون التغلب على مرارة تلك الانتهاكات والاعتداءات بإكساب العيد مظاهر من البهجة والفرحة تُنسي المسلمين آلامهم.
فعلى سبيل المثال نجد أن المسلمين في إندونيسيا- التي تعتبر واحدةً من الدول الإسلامية الأكبر في عدد السكان- يقومون بإرسال بطاقات التهنئة بالعيد للأقرباء والمعارف كأحد العادات الأساسية للاحتفال بالعيد وتكثر تلك العادة في المناطق الريفية إلى الدرجةِ التي تدفع موظفي البريد إلى تأجيل إجازاتهم لما بعد العيد للسيطرة على حجم العمل الكبير الذي يواجهونه جرَّاء تلك العادة، لكن تلك العادة لا تكون منتشرة بين أهل المدن الذين يلجأون إلى الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني من أجل التهنئة، وبصفةٍ عامةٍ يحرص الإندونيسيون على العودة إلى المناطق الريفية خلال عطلة عيد الفطر للاحتفال بالعيد وسط اجتماع الأهل والأقرباء إلا أن الإندونيسيين لا يحرصون على تلك العادة في عيد الأضحى بنفس درجة حرصهم عليها في عيد الفطر.
وفي تايلاند التي يعتبر المسلمون فيها أقلية تتركز في الجنوب، يحرص المسلمون على أمرين في صباح يوم عيد الفطر وأولهما دفع زكاة الفطر والثاني أداء صلاة العيد، وينبع هذا الحرص من القمع الذي يتعرَّض له المسلمون في تايلاند؛ حيث يعمل المسلمون على تدعيم التواصل والتماسك الاجتماعي بينهم لتوحيد الصفوف من أجل مواجهة الانتهاكات التي يتعرضون لها ومن أهم وسائل تحقيق التواصل العمل على دفع الزكاة لكفاية الفقراء مؤونة الاحتياج في ذلك اليوم، بالإضافةِ إلى ذلك نجد أن صلاةَ العيد تُعدُّ إحدى الوسائل التي يتلاقى فيها الناس في يوم تعم فيه البهجة المجتمع المسلم بأسره، كما يحرص المسلمون على التزاور فيما بينهم للتشارك في بهجة العيد.
ولا زلنا مع العيد في آسيا فنجد المسلمين في الصين يحرصون على إثبات هويتهم الإسلامية من أجل التصدي لمحاولات محو تلك الهوية والتي تقوم بها السلطات الصينية بصورة منظمة ضد الأقليات الدينية والعرقية وبخاصة الأقلية المسلمة، فنجد أن المسلمين من عرق هوي في منطقة نيجيشيا الواقعة جنوب غرب الصين يرتدي المسلمون الأزياء الملونة عنوانًا على بهجة العيد وإظهارًا لهويتهم الإسلامية؛ وذلك في اليوم الوحيد الذي تسمح لهم السلطات الصينية بالحصول على إجازة فيه.
في أوروبا..
يعاني المسلمون في أوروبا من افتقاد دفء العلاقات الاجتماعية التي يتمتع بها المسلمون في العالم الإسلامي؛ وهو الأمر الذي يحاولون تعويضه من خلال التماسك الاجتماعي فيما بينهم والحرص على الاحتفال بالعيد بصورة تقرب بين صفوف المسلمين إلا أن العديد من المعوقات تقف في وجه ذلك، ومن بينها عدم حصول المسلمين على إجازة العيد في بعض الدول الأوروبية ومن بينها السويد؛ الأمر الذي يُفسد بهجة المسلمين في الاحتفال بهذا اليوم المهم، وهو أيضًا ما يتناقض مع ادعاء الغرب بأنه يحمي حقوق الإنسان ويراعي حقوق الأقليات، وقد اضطرت إحدى المجلات السويدية إلى إجراء استفتاء بين المواطنين السويديين حول أحقية المسلمين بإجازة في عيدي الفطر والأضحى للتعرف على رأي المجتمع في تلك القضية مما يوضح حجم أهمية تلك القضية لمساسها حقوق الأقليات.
أما المسلمون في فرنسا فهم من أسعد الجاليات الإسلامية في أوروبا بالنظر إلى كبر حجم الجالية؛ حيث تحتل فرنسا المركز الأول بين الدول الأوروبية بالنسبة لحجم الجالية المسلمة التي تعيش على أراضيها، مما جعل العديد من الأحياء في فرنسا قطعة من الدول العربية وبخاصة دول المغرب العربي، فعلى سبيل المثال يعلق المسلمون في ضاحية الـ"جوت دور" في العاصمة باريس الزينة والمصابيح في جدران المساجد والمباني تمامًا مثلما يفعل المسلمون في أية دولة عربية وإسلامية احتفاءً بمقدم العيد، وفي سمة مميزة لعيد الفطر، تنتشر أصناف الكعك في محال الحلويات والمأكولات وتلقى تلك المحال إقبالاً كبيرًا من جانب المسلمين على شراء الأصناف المختلفة من الكعك، وكذلك يحرص المسلمون على دفع الزكاة من أجل إشعار الفقراء بأن المجتمع الإسلامي المحيط بهم يتضامن معهم في العيد ويعطيهم الفرصة للتمتع بمباهج العيد في مجتمع الغربة.
المسلمون الروس يحرصون على أداء صلاة العيد إلى الدرجة التي تزدحم بها المساجد حتى يضطر المصلون إلى أداء الصلاة في الشوارع المحيطة بها في درجة حرارة تنخفض إلى ما تحت الصفر بمراحل كبيرة، وقد سعت الدولة الروسية إلى التعاون مع المسلمين في الاحتفال بالعيد؛ حيث تقرر أن تبث القناة الأولى من التليفزيون الرسمي على نقل صلاة العيد.
ومن أهم سمات الاحتفال بعيد الفطر في روسيا التزوار لتوطيد الأواصر الاجتماعية ولتطبيق التعاليم الإسلامية التي تحث على التراحم والتواد؛ وذلك إلى جانب ترتيب الموائد العائلية لأجل الاحتفال بالعيد بصورة جماعية، ومن أبرز أكلات العيد في تتارستان وجبة الـ"كورنيك" التي تصنع من المخبوزات المحشوة بشرائح البطاطس مع اللحم.
عيد الشهداء في فلسطين
في الأراضي الفلسطينية يحل عيد الفطر وسط أنهار الدم التي تنسكب جرَّاء الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني والتي تهدف إلى كسر إرادة المقاومة فيه إلا أن كل تلك المحاولات تتكسر على صخرة الإرادة الفلسطينية، ويقول أحد الصبية الفلسطينيين عن طريقة احتفاله بالعيد إنهم كانوا في السابق يحتفلون بالعيد من خلال اللعب والمرح واللهو والانطلاق في الشوارع إلا أنهم في هذه السنة سوف يحتفلون به بجمع الحجارة وإعداد المخططات للتصدي لقوات الاحتلال الصهيونية حتى يتحرر المسجد الأقصى، وهو ما اعتبره الصبي يوم العيد الحقيقي للفلسطينيين، ويعاني الفلسطينيون من أزمةٍ معيشيةٍ طاحنةٍ قد تضطرهم إلى التخلي عن كل ترف الاحتفال بالعيد في تلك الأيام، وهي الأزمة التي تأتي جرَّاء الحصار الصهيوني والغربي على الحكومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية حماس بهدف تركيع الشعب الفلسطيني.
كما يعاني الفلسطينيون في مخيمات اللجوء بالدول العربية المختلفة من عدم الإحساس بطعم الاحتفال بالعيد من الأساس؛ وذلك بسبب مشاعر الخوف وعدم الاطمئنان والبعد عن الأرض التي ولد فيها الإنسان، ويحتفل اللاجئون بالعيد وبخاصة في لبنان بزيارة القبور وهي الصورة التي تختلف تمامًا عن صورة الاحتفال بالعيد قبل الشتات الذي أدَّت إليه النكبة في العام 1948م من حيث التزاور وانطلاق الأطفال في الشوارع للاحتفال بالعيد بكل أمن وسلام في أرض الآباء والأجداد تظللهم السكينة قبل حضور الاحتلال الصهيوني الدموي.
العراق تنزف
في عيد الفطر تستمر معاناة المواطنين العراقيين جرَّاء الاحتلال وما قاد إليه من ترد أمني وإنساني وسياسي ومعيشي، فقد اختلفت مظاهر الاحتفال بالعيد بعد الغزو عمَّا كان سائدًا قبل الغزو فقد تلاشت المراجيح ودواليب الهواء وتوقفت البنات مع الأمهات عن صنع الأكلات الخاصة بالعيد والتي من بينها ما يسمى بالكليجة وهي عجين يحشى بالتمر العراقي المعروف، أو السمسم أو "مبروش" جوز الهند أو اللحم المفروم تصنعها سيدات البيوت العراقية ليلة عيد الأضحى لتكون جاهزة في أول أيامه ويتم تقديمها مع الشاي أو أي مشروب آخر إلى الضيوف الذين كانوا يتوافدون على البيوت العراقية طوال أيام العيد، وفي دليلٍ على المأساة التي يعيشها المجتمع العراقي بعد الغزو فقد بلغ سعر الكيلو الواحد من الدقيق المستخدم في صناعة تلك الأكلة الشعبية البسيطة 1500 دينارًا كذلك ارتفعت تكلفة طهي صينية الكليجة في أحد الأفران من 100 دينار إلى 1000 دينار، وهو الارتفاع الكارثي بالنسبة لمستويات دخول المواطنين في "عراق الاحتلال"!!
وتغير في الفترة الحالية عن تلك الفترة التي كانت تصنع فيها الكليجة فيقول أحد المواطنين العراقيين في وصف أيام العيد بعد الغزو "نقضي العيد ونحن نسمع أصوات طلقات الأعيرة النارية والمدافع والطائرات الخاصة بالمحتل الغاصب، ونسمع أيضًا صراخ الصغار وبكاء الأمهات بدلاً من أناشيد العيد"، وهي التعبيرات التي توضح حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها المجتمع العراقي الذي بات أطفاله يعدون شهداءهم بدلاً من أن يعدوا الأموال التي سيجمعونها من الأهل والأقرباء لإنفاقها احتفالاً بالعيد.
العيد في العالم العربي
العيد في العالم العربي يكون عيدًا بما تعنيه الكلمة من معان، ففي مصر على سبيل المثال يؤجل المواطنون زيجاتهم إلى ما بعد شهر رمضان الكريم، فنجد في أيام عيد الفطر العديد من مظاهر الاحتفال بالأفراح والزيجات وبخاصة في المناطق الشعبية، كما أن الكعك يعتبر واحدًا من أبرز المظاهر التي يشتهر بها عيد الفطر ويتفنن المصريون في إعداد الكعك وتتنوع أشكاله بين عشرات الأنماط والأحجام، ويقال إن له أصولاً في الحضارة الفرعونية بالإضافة إلى جذوره في الثقافة الإسلامية.
كذلك تمتلئ الشوارع في مصر بالأطفال في أيام العيد الـ3 ويحتشد المواطنون في المنتزهات كل حسب طاقاته المالية، ويحرص الأطفال على تلقي "العيدية" والانطلاق بعدها إلى المرح الطفولي، ولكن قبل كل شيء يحرص المواطن المصري على أداء صلاة العيد ودفع زكاة الفطر وتخصص الدولة العديد من الساحات لأداء صلاة العيد؛ وذلك للإقبال الكبير من الشعب المصري على أداء صلاة العيد.
ومن مصر إلى سلطنة عمان حيث ينطلق المواطنون ويتجهون إلى المنتزهات من أجل الاحتفال بالعيد والتعبير عن البهجة والفرح بحلوله، وفي ولاية عبري على سبيل المثال يحتفي أهلها بالعيد من خلال صلة الأرحام وإقامة الولائم الجماعية، وإحياء الموروثات الشعبية، بإقامة الأهازيج والفنون المتوارثة وسباقات وعروض للخيل والهجن، وغيرها من الحفلات الفنية، كذلك يحرص العمانيون على التقارب والتحابب في هذه الأيام السعيدة فيقيمون الموائد الجماعية وغيرها من الأساليب الاحتفالية التي يعبر بها المسلمون عن فرحتهم الرشيدة، كما أوصى الله تعالى بذلك.
أما في قطر فيقوم رب الأسرة باصطحاب أبنائه لأداء صلاة العيد، وبعدها يبدأ التهاني بالعيد في شكل جماعتين: الأولى للصغار الذين ينتقلون من بيت إلى آخر للتهنئة وأخذ "العيدية"، والجماعة الثانية للكبار يزورون الجيران، وفي وقت الغداء ينزلون عند آخر بيت وصلوه، ويتم تحديد بيت الغداء قبل العيد بالتشاور.
أما ثاني أيام العيد وما بعده فتشمل الزيارات العائلة الكبرى، والأصدقاء، والعلماء، وغيرهم، ويرتدي الأطفال الملابس الجديدة؛ حيث يلبس الفتى "الثوب" و"البشت" و"العقال"، والفتاة تلبس "الدراعة" و"البخنة"، خاصةً التي لم تتجاوز 14 سنةً من العمر، فيما تقتصر عائلات الوافدين في احتفالها بالعيد على إقامة غداء شبه عائلي مع بعض الأسر التي تنتمي لنفس بلدها، وتربطهما رابطةُ صداقةٍ أو تلجأ إلى الحدائق والكورنيش؛ حتى لا يشعروا بالغربة يوم العيد؛ وكذلك يحرصون على الاتصال بأهاليهم هاتفيًّا.
وتتنوع مظاهر الاحتفال بالعيد بين المسلمين حول العالم وفق عادات وتقاليد كل مجتمع وكذلك وفق ظروفه والتي تختلف من مسلمين يعيشون في بلاد إسلامية وآخرون يعيشون في بلاد غير إسلامية، وكذلك ما بين مسلمين آمنين في ديارهم وآخرين يتهددهم الاحتلال في كل وقت بالقتل والاعتقال ما يؤدي إلى قتل بهجة الأطفال الذين تمثل فرحتهم الفرحة الحقيقية للعيد وقد لا يقتصر الأمر على قتل بهجة الأطفال فيتعداه إلى قتل الأطفال نفسهم. | |
|