إذا سدت في وجهك الأبواب وقطعت أمامك الأسباب
فتوجه إلى رب الأسباب و المسببات وقل يا الله
إذا غدر بك الصديق وخانك الحبيب وسد في طريقك كل سبيل فقل يا الله إذا انقطع عنك الرزق وقل في يدك المال وتكاثرت الديون و الهموم
وزادت عليك الأحزان فقل يا الله ...يا الله ...يا الله
فلن يضيع ندائك ولن يخيب رجاؤك فأنت تلجأ إلى الرب الرحيم اللطيف
الخبير الذي رحمته وسعت كل شيء...
فهل دعوته بقلب خاشع ونفس طائعة واثقة لا تزعزعها الظروف
فهو قريب يجيب دعوة الداع ... ويكشف السوء و الضر
كيف تخاف الفقر و الغني الكريم موجود ، وكيف تهاب الغير والقوي الناصر
لا تأخذه سنة ولا نوم ... أما وعيت لتلك الأمور !!
لقد خلقنا الله في الوجود وله حكمة في كل شيء...وحكمة وراء كل شيء
وحكمة في خلق كل شيء
في الألم حكمة وفي المرض حكمة وفي العذاب حكمة وفي الفشل حكمة
وفي العجز حكمة وفي كل شيء حكمة
فلنعمل معاً راضين بقضائه وقدره غير ساخطين ولا متبرمين بل طائعين
ولنكسب أوقاتنا في رضاه و الابتعاد عما يغضبه وما ينهانا عنه
لماذا ننسى في معترك حياتنا وفي لحظات الفشل و الضيق و الضياع أننا في كون
يملكه الله الواحد فالله موجود
فليطمأن القلب وترتاح النفس ويسكن الفؤاد ويزول القلق فالحق لا بدان يصل
لأصحابه ...و الدموع لن تذهب سدى ولن يمضى الصبر بلا ثمرة ولن يكون الخير
بلا مقابل ولن يمر الشر بلا رادع ولن تفلت الجريمة بلا قصاص
عندما يكون خالقك وربك رحمن رحيم لطيف خبير كريم عليم حي قيوم صمد
فهل تلجأ إلى غيره أما تحتمي بحماه وتقصد بابه فتطرق أبوابه وتسعى في أرضائه
وتتوب إليه وتدعوه يا الله يا الله يا الله ...أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك فارحمني يا الله
فليطمأن القلب وترتاح النفس ويسكن الفؤاد ويزول القلق فالحق لا بدان يصل
لأصحابه ...و الدموع لن تذهب سدى ولن يمضى الصبر بلا ثمرة ولن يكون الخير
بلا مقابل ولن يمر الشر بلا رادع ولن تفلت الجريمة بلا قصاص
فليطمأن القلب وترتاح النفس ويسكن الفؤاد ويزول القلق فالحق لا بدان يصل
لأصحابه ...و الدموع لن تذهب سدى ولن يمضى الصبر بلا ثمرة ولن يكون الخير
بلا مقابل ولن يمر الشر بلا رادع ولن تفلت الجريمة بلا قصاص
لا تعرف اليأس ولا تذوق القنوط
ولا تهاب العوائق ولا تسأم السدود و العقبات ولا تركن إلى أهواء النفس
و لا تيأس من روح الله
'{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ
لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ' }
وأن تشكو بثك وحزنك إلى الله ، فمن يفرج الكروب وينفس الهموم ويرزق
من يشاء بغير حساب إلا الرزاق الكريم .
ألا يقول لنا الله 'إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا' ويقول
{ 'وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ
مَخْرَجًا ًوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
وإن الضيق يأتي وفي طياته الفرج
فأي بشرى ابعث للاطمئنان من هذه البشرى
يا الله .. يا الله ..يا الله
ففروا إلى الله فكل القوه عنده وكل الرزق عنده وكل العلم عنده
وكل الخير عنده فهو الوطن و هو الحمى و الملجأ و السند و الصمد واحد أحد
لا شريك له ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد ...
ألا يدفعك ذلك إلى الإحساس بالسكن و الطمأنينة وراحة البال و التفاؤل
و الهمة و الإقبال و النشاط والحماس و العمل بلا ملل وبلا فتور وبلا كسل
وتلك ثمرة ' لا إله إلا الله ' في نفس قائلها الذي يشعر بها
ويتمثلها ويؤمن بها ويعيشها
وتلك هي التي تداوي كل أمراض النفس وتشفي كل علل العقول
وتبرئ بأذن الله كل تقلبات القلوب ، وتلك هي صيحة التحرير
التي تحطم أغلال الأيدي و الأرجل و الأعناق
]يا الله .. يا الله ..يا الله
وهي أيضاً مفتاح الطاقة المكنوزة في داخلنا ، وكلمة السر التي حركت أجدادنا ليقطعوا في زمن قصير ما قطعه الغير في عقود وقرون ففتحوا الأمصار و أناروا النفوس و فكوا العباد من أغلال عبودية العباد إلى حرية عبودية رب العباد
يا الله .. يا الله ..يا الله
ثبتنا على الحق و على الصراط المستقيم و ألهمنا العزيمة على الرشد و شكر نعمتك وحسن عبادتك اللهم انس وحشتنا و أمن روعتتا وأهدنينا وسددنا ، و أسألك أن تأتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وتقنا عذاب النار ...
.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة .. .. و في الآخرة حسنة .. و قنا عذاب النار ..
.. اللهم يا عالم الخفيات .. يا مجيب الدعوات ..
.. يا قاضي الحاجات .. يا خالق الأرض و السماوات .. أنت الله الذي لا إله إلا أنت الواحد الأحد .. الفرد الصمد ..
.. الوهاب الذي لا يبخل .. و الحليم الذي لا يعجل ..
.. لا راد لأمرك .. و لا معقب لحكمتك .. رب كل شي .. و مليك كل شي ..
.. و مقدر كل شيء ..
.. أسألك يا الله .. أن ترزقنا علماً نافعا .. و رزقاً و اسعاً ..
.. و قلباً خاشعاً .. و لساناً ذاكراً .. و عملاً زكياً .. و ايماناً خالصاً ..
.. و هب لنا إنابه المخلصين .. و خشوع المخبتين .. و أعمال الصالحين ..
و يقين الصادقين .. و سعادة المتقين ... و درجات الفائزين
.. يا أفضل من قُصِد .. و أكرم من سئل .. و أحلم من أعطى ..
.. ما أحلمك على من عصاك .. و أقربك إلى من دعاك ..
.. و اعطفك على من سألك ..
.. لا مَهْديَّ إلا من هديت ..
.. و لا ضال إلا من ضللت ..
.. و لا غني إلا من أغنيت ..
.. و لا فقير إلا من أفقرت ..
.. و لا معصوم إلا من عصمت ..
.. و لا مستور إلا من سترت ..
أسألك ان لا تضلنا بعد إذ هديتنا.. و ان تسترنا ..
.. و ترزقنا الصحبة الصالحة و ما هو خير لنا في ديننا و دنيانا ..
.. اللهم .. لا تقدمنا لعذابك .. و لا تؤخرنا لشيءٍ من الفتن ..
.. اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء .. و درك الشقاء .. و شماتة الأعداء ..
.. و سوء المنظر في المال و الأهل و الولد ..
.. اللهم لا تدع في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته ..
.. و لا هماً إلا فرجته .. و لا غائباً إلا رددته ..
.. و لا كرباً إلا كشفته .. و لا دَيناً إلا قضيته ..
.. و لا عدواً إلا كففته .. و لا فاسداً إلا أصلحته ..
.. و لا مريضاً إلا عافيته ..
.. و لا خلة إلا مددتها .. و لا حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة لك فيها رضى ..
.. و لنا فيها صلاح إلا قضيتها ..
فإنك تهدي السبيل ..
.. و تجبر الكسير .. و تغني الفقير ..
اللهم لا يمنعنا أحد إذا أردتنا .. و لا يعطينا أحد إذا حرمتنا
.. فلا تحرمنا بقلة شكرنا .. و لا تخذلنا بقلة صبرنا ..
اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره
و القبر خير بيت نعمره
و اجعل ما بعده خيراً لنا منه
اللهم إنا نسألك إيماناً يباشر قلوبنا
و يقيناً صادقاً حتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كتبت لنا
.. و رضّنا بقضائك .. و أعنا على الدنيا بالعفة و القناعة ..
.. و على الدين بالطاعة ..
.. و طهر ألستنا من الكذب .. و قلوبنا من النفاق .. و عملنا من الرياء ..
.. و بصرنا من الخيانة ..فإنك تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ..
إلهنا قوّمنا إذا اعوججنا .. و أعنا إذا استقمنا ..
و كن لنا و لا تكن علينا
و أحينا في الدنيا مؤمنين طائعين و توفنا مسلمين تائبين
و اجعلنا ممن يأخذون كتابهم بيمينهم
.. و اجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين ..
.. و متعنا اللهم بالنظر إلى وجهك الكريم ..
.. برحمتك يا أرحم الرحمين ..
:
.. آميــــن