السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا قال القارئ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال من خلفه آمين فوافق قوله قول أهل السماء غفر له ماتقدم من ذنبه " رواه البخاري ومسلم .
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله" رواه مسلم .
معاني المفردات:
آمين: بالمد والتخفيف أي اللهم استجب. أما (أمين) بالقصر و(آمّين) بالمد و تشديد الميم فجاءت في اللغة لكن لم ترد بها الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
المغضوب عليهم: اليهود.
الضالين: النصارى.
من فوائد الحديثين:
1- فضل التأمين بعد فراغ الإمام من قراءة سورة الفاتحة، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه فما أوسع فضل الله !! عمل قليل لا كلفة فيه وثواب جزيل لا قدر له.
2- يقول المأموم (آمين) إذا قال الإمام ولا الضالين، ولا ينتظر حتى يؤمن الإمام لظاهر الأحاديث. وقوله صلى الله عليه وسلم (وإذا أمن فأمنوا) يفسره قوله (وإذا قال ولا الضالين فقولوا آمين) والتأمين هو على الدعاء الوارد في سورة الفاتحة وليس على تأمين الإمام.
3- التأمين سنة من سنن الصلاة عند جمهور العلماء. يجهر به المصلي في الجهرية ويسر به في السرية لأنه تابع للقراءة. وفي الحديث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال : آمين } رواه الدارقطني وحسنه .
4- أبرز صفات اليهود أنهم لا يعملون بالعلم ولذا كانوا أخص بوصف الغضب والمقت، وأبرز صفات النصارى العمل على غير علم ولا هدى ولذا كانوا أخص بوصف الضلال، وكلهم ضال مغضوب عليه، وعلى المسلم أن يحذر طريقتهم فليتعلم وليعمل بعلمه، وليحذر من عبادة الله على جهل وليحذر أيضاً من الإعراض عن العمل بعلمه.
5- مشروعية تسوية الصفوف والأقرب أن تسوية الصفوف واجب، للأمر به والوعيد على تركه، والتسوية تكون بمحاذاة المناكب وتكون بمحاذاة الأكعب، والمقصود أن تستقيم الصفوف فلا يكون فيها عوج، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني عناية كبيرة بتسوية الصفوف وهكذا خلفاؤه الراشدون من بعده، وهكذا ينبغي للأئمة.
وكان صلى الله عليه وسلم يأمرهم أن يستووا وأن يتراصوا، وأن يقيموا صفوفهم، وكان يحذرهم من اختلاف الصفوف وذلك بتقدم بعضهم وتأخر بعضهم، ويخبر أن اختلافهم في صفوفهم من أسباب اختلاف قلوبهم، وأما ما يقوله بعض الأئمة (إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج) فلا يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ ليس له أصل ولذا لا يشرع قوله لأنه أمر غيبي يحتاج إلى دليل.
المصدر