الشيخ المـدير العام
عدد الرسائل : 695 العمر : 59 الموقع : htttp://elsayed.3rab.pro العمل/الترفيه : محاسب تاريخ التسجيل : 26/06/2008
| موضوع: ادلة وجوب اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام من الكتاب الخميس 12 أغسطس 2010 - 0:29 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة أدلة وجوب اتباع الرسول من القرآن :
قال تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) . (32) آل عمران
وما يستفاد من هاتين الآيتين الكريمتين :
1 : أن محبة الله سبحانه لا تكون إلا من خلال متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك لتضمنها للشرط ، أي إن كان حبكم لله حباً صادقاً فإنه يحملكم على اتباع النبي ، وما يفهم في مقابل هذا اللفظ ، أن عدم متابعتكم للرسول دليل على عدم محبتكم لله سبحانه .
2 : وجوب اتباع الرسول لحتمية وجوب محبة الله سبحانه ، فحب الله من الإيمان الواجب الذي ينتفي الإيمان بانتفائه قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ). (165) البقرة
واتخاذ الأنداد من دون الله ومحبتهم مع الله شرك ، فكيف إذا خلا قلب العبد من محبة الله ؟ وبما أن محبة الله لا تتحقق إلا بمتابعة الرسول كان اتباعه واجباً .
3 : محبة الله لمن يتبع رسوله ، إذ علق الله سبحانه وتعالى محبته للعباد باتباعهم للرسول ،وحب الله دليل على المدح المتضمن للوجوب ، أي يجب على المسلم أن يسلك السبل التي يتوصل من خلالها إلى حب الله له ، ومن أعظم هذه السبل متابعة الرسول مما دلنا ذلك على الوجوب .
4 : ما تضمنته الآية الكريمة من كون التولي عن طاعة الله والرسول من صفات الكفر التي لا يحبها الله سبحانه ، ولا شك بأن أهل الحق لا يتصفون بصفات يبغضها الله سبحانه ويذم عليها .
دليل آخر على وجوب الاتباع قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) . (63)النور
وهذه الآية الكريمة اشتملت على تحذير شديد لمن خالف أمر الرسول ، بل جاءت نتائج المخالفة واضحة وهي إحدى أمرين : ( أن تصيبهم فتنة ) أو : ( يصيبهم عذاب أليم ) . وهذا التحذير المتضمن للوعيد الشديد الدال على الذم والتحريم لدليل صريح على وجوب متابعة الرسول في كل ما أمر به ونهى عنه وفق ما هو مقرر عند العلماء .
دليل آخر : قال تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) . (7) الحشر
وهذه الآية الكريمة دالة على وجوب متابعة الرسول في كل شيء إذ – ما – اسم موصول دال على العموم ، مما يفهم من ذلك أن الرسول معصوم بكل ما يقوم به من أعمال تعبدية بدلالة إطلاق المتابعة في الأمر والنهي ، وإلا لما جاء الأمر بوجوب المتابعة بعموم ، وعليه يكون الأمر في هذه الآية الكريمة من صيغ الأمر واجب الاتباع .
أدلة من السنة الصحيحة على وجوب الاتباع :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) . رواه البخاري.
فهذا الحديث صريح الدلالة على وجوب متابعة الرسول في ما أمر به ، ونهى عنه ، إذ علق دخول الجنة على متابعته ، فكل من اتبعه فهو من أهل النجاة ، وعليه كل من خالفه فهو من أهل الهلاك ، ولا أدل من هذا السياق على فرضية اتباع الرسول . حديث آخر : أخرج الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني) . وهذا الحديث الصحيح يربط ما بين طاعة الله سبحانه ، وطاعة رسوله ، ثم يرجع الطاعتين إلى طاعة واحدة ، وهي طاعة الله سبحانه وتعالى ، ولا خلاف في وجوب طاعة الله سبحانه . إن اتباع سبيل المؤمنين واجب ، وهو سبيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وهم المعروفون بأهل السنة والجماعة ، أي أهل الاتباع والاجتماع ، فلا يكون أهل الحق إلا متبعين مجتمعين ، غير مختلفين أو متفرقين ، فهم جماعة واحدة متصلة منذ عهده وستبقى باقية إلى قيام الساعة ، لا يقومون على أفكار اجتهادية ، أو قواعد خلافية ، بل يتبعون النصوص المحكمة وما قام عليه الإجماع ، ولا يوالون ويعادون في أشخاص أو مذاهب أو أحزاب ، ولا يعتزلون أهل الحق ، أو يخذلون عنهم ، بل يعملون معهم ، ويبذلون في سبيل إقامة شرع الله النفس والنفيس ، ومع ذلك فهم متحابون متراحمون متعاضدون ، كمثل الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، وكل من خالف سبيلهم ، أو عمل بما يتناقض مع سبيلهم ، فهو من أهل الفرقة والضلالة المستحق لوعيد الله سبحانه ، ومن هذا المنطلق ، فإنني ادعو المسلمين جميعاً إلى التعرف على أهل السنة والجماعة ، والعمل معهم ، وعدم خذلانهم ليتحقق لهم النصر والتمكين ، وليكونوا من أهل الحق العاملين الفائزين بجنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله لعباده المتقين ،هذا وبالله التوفيق وصلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وإن كانت هذه الأدلة بظاهرها تدل على وجب اتباع الرسول ، فهنالك أدلة آخرى تدل على حرمة مخالفته ومغايرة سبيله منها ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) . والإحداث في الدين هو كل عبادة يتقرب بها إلى الله سبحانه عن غير طريق الرسول إما أصلاً أو كيفاً.
وكذلك ما جاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي كان يقول في خطبة يوم الجمعة : ( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ) .
والتحذير من المحدثات ما هو إلا إلزام باتباع الرسول بكل ما جاءنا به ، وهذا ما كان ظاهراً في الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، والأمر في ذلك أوضح من أن يستدل عليه ، وما ينبغي التنبيه إليه هو أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانت متابعتهم للرسول أبرز أعمالهم التي أثنى الله عليهم لأجلها إذ قال سبحانه : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) . (23)الأحزاب
فالصحابة رضي الله تعالى عنهم عرفوا باتباعهم الحقيقي للرسول فقد أخذوا أحكام الدين عنه دون أن يزيدوا أو ينقصوا فيه ، وهذا سبب فلاحهم ورضى الله سبحانه عنهم ، والشاهد في الآية الكريمة قوله تعالى : ( وما بدلوا تبديلاً ) فالصحابة رضي الله عنهم لم يبدلوا ولم يحرفوا إنما أخذوا الدين وفق ما جاءهم به النبي ، وقد جاء في الحديث الصحيح أن الإحداث في الدين من أبرز ما يرتب على المسلم حرمان الثواب والنجاة يوم القيامة قال : ( إني فرطكم على الحوض انتظر من يرد إليّ فوالله ليقتطعن دوني رجال فلأ قولن : أي رب مني ومن أمتي فيقول إنك لا تدري ما عملوا بعدك مازالوا يرجعون على أعقابهم ) . أخرجه مسلم .
ووجوب الاتباع ، وحرمة الابتداع قاعدة عامة من قواعد ديننا الحنيف ، بل إن العمل لا يقبل من أي عامل إلا من خلال الصحة والإخلاص لقوله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) . (110) الكهف ،وأهل السنة هم أهل اتباع ، لذا سموا بأهل السنة ، أي بسبب اتباعهم للسنة وعدم مخالفتهم لها ، سموا بذلك ، أي بأهل السنة ، فلا يكون أهل الحق إلا متبعين للسنة الصحيحة .
| |
|