بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)}الأعراف
************************
ما عذر من يدخل النار والذي يدخله رب وصف نفسه بأنه
الغافر والغفور والغفار فهو خير الغافرين !!
فلأن الله سبحانه وتعالى خير الغافرين فقد شرع لنا أوقاتاً وأزمنة وحالات وعبادات جميلة بهيجة تدخل إلى النفس سروراً وسعادة مع ذلك جعلها مكاناً ومناسبة وسبباً لمغفرة ذنوب كثيرة بل قد تشمل ذنوب العمر كله ...
ونحن في هذا الشهر الجميل الممتع الذي جعل الله كل عباداته ممتعة بهيجة تلقي في النفس سروراً من حيث اجتماع الأسرة على مائدة وتزاور الناس وتصافيهم وبر الوالدين وهذه المائدة التي تجتمع عليها الأسرة أو الضيوف على وفاق ومحبة وسلام ثم ما يجمع الأقارب والأرحام ثم أنت تنتظر الإفطار بفرحة عظيمة هذه الفرحة العظيمة في الساعة التي تمتلئ نفسك بهجة وسروراً يغفر الله لك كل ذنوبك فتأمل رباً عظيماً كريماً يغفر الذنوب بعبادة تدخل البهجة والسرور والفرحة على قلب المذنبين الخطائين فيغفر ذنوبهم وهم في قمة فرحتهم من أجل هذا يقول r : "رغِم أنف عبد أدرك رمضان ولم يُغفر له" أي إذا لم يُغفر له في رمضان فمتى إذن؟!.
هكذا هو رب العالمين خير الغافرين، قال r :" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " وتلك الساعات الجميلة التي ينتظرها الصائمون على شوق ومحبة وهي صلاة التراويح وهي قيام رمضان وقال r: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" ونحن جميعاً نعلم ماذا يعني رمضان السنوي في حياتنا كلها؟ العمر كله منقسم ومجزأ على أيام رمضان كلها بهجة وسورواً واجتماعاً وطمعاً برحمة الله عز وجل وطمعاً بمغفرته الأكيدة التي يعلمنا الرسول r أنه في آخر يوم من أيام رمضان تعطى الجوائز للصائمين فلا يبقى ذنب من الذنوب على الصائم ويخرجون من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم حين تناديهم الملائكة قوموا إلى رحالكم مغفور لكم.
هكذا هو رمضان هدية الله عز وجل لعباده
في رمضان إلى رمضان كفارة ، ورمضان فيه ليلة تضيف إلى رصيد أعمالك الصالحة رصيد عبادة 83 سنة قيام ليلها وصيام نهارها،
هذه مكرمة لا يفعلها إلا الله عز وجل
حقاً إنه سبحانه وتعالى خير الغافرين.
(أحمد الكبيسي)
********************
مناجاة
إلهي لقد أخرست المعاصي لساني وأظلمت الغفلات جناني ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) وإني على علم من أن الذنوب لم تبق لي جاهاً عندك ولا يداً معك لما فرطت في جنبك وضيعت من حقك فكم من توبة عقدتها ثم نقضتها وكم من معصية تجنبتها ثم اقترفتها فكان عفوك عني بقدر جراءتي عليك وها أنا أستغفرك مما كان من الذنوب وما يكون اعتماداً على قولك (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).
فاغفر لي وارحمني وأنت خير الغافرين
اللهم آمين ولوالدي ولقارئي خطي والمذنبين أجمعين