موضوع: كنز الدليل الغيبي الخميس 27 نوفمبر 2008 - 12:53
بسم الله الرحمن الرحيم
يدور الفصل حول الدليل المادي الذي يؤكد أن الغيب موجود، وأننا إن لم ندركه بعقولنا وأبصارنا، فليس معنى ذلك أنه غير موجود. وهناك نوعين من الغيب: غيبا نسبيا، وغيبا مطلقا. فالأول لا يعتبر غيبا في علم الله وحده، بل يمكن أن يعرفه البشر، والغيب المطلق لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ويعلم ما في الصدور وما تخفى الأنفس وما تعلنه، وما يحرص الإنسان على إخفائه عن الدنيا كلها، حتى في تلك الأشياء التي لا يمكن أن يتنبأ بنتيجتها أحد قبل حدوثها، كما تنبأ سبحانه بنتيجة معركة حربية ستحدث بعد تسع سنوات كما في سورة الروم. وبين المؤلف ـ رحمه الله ـ أن عدم إدراكنا لوجود الشيء لا يعني أن هذا الشيء غير موجود، فإذا حدثنا الله ـ سبحانه ـ عن الملائكة وعن الجنة وعن النار وعن الشياطين، فلابد أن نصدق، ليس بالدليل الإيمان فقط، لأن القائل هو الله: ولكنه سبحانه في تحد أعطى الدليل المادي لغير المؤمن به والحياة الإنسانية شاهدة على أن الغيب موجود، أرادنا الله أن نكون شهداء على أنفسنا حتى لا نأتي يوم القيامة، ونقول: يارب لم تعطنا الدليل العقلي على أن ما هو غيب عنا موجود، فضلت عقولنا، يا رب لو أعطيتنا الدليل لكنا آمنا، ولذلك جاءت حياة البشر كلها شاهدة على ذلك، فالله ـ سبحانه وتعالى ـ أعطى الإنسان وحده القدرة على أن يرث الحضارة ويضيف عليها، في حين سلب ذلك من كل مخلوقاته. وإذا كنا نتحدث عن دليل غيبي آخر يزيد من الأدلة العقلية التي تثبت وجود الله، فلابد أن نقرأ قوله تعالى: (لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى) (طه: 6)، فلو قرأنا هذه الآية لعلمنا أن أحدا لم يكن يدري شيئا ولفترة طويلة عن معنى قوله تعالى: (وما تحت الثرى)، وكان كل ما تحت الثرى أو في باطن الأرض غيبا عنا، ثم أراد سبحانه أن يكشف لنا ما هو غيب عنا موجود، فكشف لنا ما تحت الثرى من كنوز رهيبة، حيث البترول والذهب والمعادن والمياه الجوفية وأشياء نفيسة وعالما هائلا يحتوي على مواد لم نكن نعلم بوجودها ولا نعرف شيئا عنها.