همس القلوب الحب المـدير العام
عدد الرسائل : 1474 العمر : 59 الموقع : https://elsayed.3rab.pro العمل/الترفيه : محاسب وصاحب مكتب رحلات تاريخ التسجيل : 25/06/2008
| موضوع: الله يحب هذا العبــــــــــــــــــــــــــــــــــد الأربعاء 23 يوليو 2008 - 12:22 | |
| السابقون وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) )الواقعة)
الحلقة الأولى: (إن الله يحب هذا العبد فأحبوه) وإذا أحب الله عبداً نادى جبريل يا جبريل إن أحب فلاناً فأحبه فينادي جبريل في الملائكة إن الله أحب فلاناً فأحبوه فتحبه الملائكة ثم يوضع له القبول في الأرض. هذا الصنف من عباد الله عز وجل هم السابقون الذين جاء ذكرهم في كتاب الله عز وجل (والسابقون السابقون) هؤلاء السابقون هم الذين يحبهم حباً خاصاً لأن الله عز وجل يحب كل عباده المؤمنين به حباً عاماً ولكن هذا الحب العام لا يمنع أن يعاقب الله بعض عباده الذين يحبهم وربما أذنب هؤلاء العباد ذنباً فالله يؤاخذه به وقد يكره الله فعل عبد يحبه كما في الحديث: كره الله كم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال. وإنما نتحدث عن حب خاص يدخل المحبوب في رحمة الله عز وجل حتى يقول له في النهاية افعل ما شئت قد غفرت لك. هذا القسم الخاص من عباد الله وهم السابقون نتحدث عنهم باعتبارهم ممن يحبهم الله عز وجل زإذا أحب الله عبداً نظر إليه وإذا نظر إليه فلا يعذبه أبداً. وهؤلاء السابقون نوعان: قسم ذكرهم الله بأسمائهم الأنبياء وآلهم والصديقون والشهداء وأهل بدر والرضوانيون الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، هؤلاء مضوا ونحن لسنا من هؤلاء السابقين ولكن وصف السابقين باق إلى يوم القيامة وهم الذين يذكرهم الله بأفعالهم. قسم من السابقين ذكرهم الله بأسمائهم (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا (69) النساء) والقسم الثاني ذكرهم بأفعالهم فكن من المحسنين الذين يحبهم الله عز وجل (إن الله يحب المحسنين) (إن الله يحب المتوكلين) (الذين يقاتلون في سبيله) وحيثما وجدت في الكتاب والسنة أن الله يحب فعلاً من الأفعال فحاول أن تكون من أصحاب هذا الفعل لتكون ممن يحبهم الله عز وجل وإذا أحبك الله عز وجل حباً خاصاً فأنت من السابقين ونعني بالحب الخاص هو الذي يصير إلى الود والود هو حب المحبوب لذاته بغض النظر عن أفعاله والله تعالى عندما أحب أهل بدر انقلب هذا الحب وداً فقال افعلوا ما شئتم قد غفرت لكم. صار المحبوب لذاته ولم يكن لفعله ورب العالمين إذا أحبك حباً خاصاً فقد جعل لك وداً (سيجعل لهم الرحمن وداً) والود حب العباد لذاته بغض النظر عن فعله لذا قال تعالى لأهل بدر افعلوا ما شئتم قد غفرت لكم. في هذه الحلقات كل يوم سوف نعدد أصنافاً ممن يحبهم الله عز وجل لأنهم سابقون بفعل أحسنوه إحسانً عظيماً وهذا النوع من عباد اللله قليل جداً لأن الله تعالى يقول (وقليل من عبادي الشكور) هذا النوع من الإتقان التام لفعل من الأفعال العبادية لإرضاء الله عز وجل يقتضي عزماً عظيماً وبني آدم بمدملهم ينقصهم العزم الأكيد على سنة أبيهم آدم. فمن قوانين آدم أنه لم يكن له عزم وهذه من مشئية الله عز وجل (ولم نجد له عزما) حتى الرسل أولو العزم خمسة من مجموع الرسل المذكورين في كتاب الله عز وجل. إذا رأى العبد نفسه أنه أدى عبادة من العبادات في غاية التمام وغاية الإتقان مما يعجز عنه غالبية المسلمين وإنما وفقه الله تعالى له فإنه من أولي العوم وإذن دخل في محبة الله عز وجل. إن الله تعالى يحب كل من يقاتل الشر ويدفع العدوان ويحافظ على الأمة ويدافع عن أعراضها وهذه سنة بشرية في كل الأديان ما من أحد يفرط في عقيدة الأمة ولا في أرضها ولا في عرضها ولكن الله يحب جماعة مخصوصة من هؤلاء المقاتلين لأنهم أدوا هذا العمل أداء ممتازاً فقال (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص) وهذا صعب ولهذا لم يحدث في هذه الأمة إلا مرة واحدة وهم أهل بدر رضي الله عنهم ولا يحاسب أحد منهم على خطيئة أما في أحد قال (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ (152) آل عمران) فرق هائل بين الذين قاتلوا في بدر بزعامة رسول الله r والذين قاتلوا في أحد بزعامة رسول الله r أيضاً، هذا الأداء المتميز العظيم جعل الذين قاتلوا في بدر دخلوا في محبة الله وكانوا من السابقين فقال لهم افعلوا ما شئتم قد غفرت لكم، لم يقل لأهل أحد غفرت لكم (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ (155) آل عمران) لم يذكر لهم مجداً ولا تاريخاً ولا جعلهم قدوة ولا عنواناً لهذه الأمة كما فعل مع أهل بدر وهكذا هي كل عبادة من العبادات قد يؤديه الناس إسقاط فرض فقط وقليل من عباد الله من يؤدي العبادة أداء متكاملاً وبهذا الأداء يدخل في السابقين و يستمطر محبة الله له وإذا أحبه نظر إليه وإذا نظر إليه لا يعذبه أبداً نسأله أن يدخلنا في السابقين. | |
|